القرآن الكريم | سورة مكتوبة بالتشكيل

ذو الجلال والاكرام : قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ الرحمان ٧٧، ٧٨. ذو الجلال والإكرام إسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله تبارك وتعالى الواجب أنْ يُجَلَّ ويعظم - فهو ذو العَظَمةِ والكِبرياءِ، لاتِّصافِه بما يُوجبُ ذلك، والإجلالُ يتضمَّنُ التَّعظيمَ، والقول والفعل يتضمَّنُ الحمدَ والشكر من طرف العباد، "الجلال" لا يُقالُ إلَّا فيما يعظُمُ مِن الأحوالِ والأمورِ وهذا ليس إلا لله العلي العظيم. وفي حديث لأنس بن مالك عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلًا يدعو ( اللهم إني أسألُك بأن لك الحمدَ لا إله إلا أنت الحنانُ بديعَ السماواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرامِ أن تغفرَ لي ) قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنه دعا اللهَ باسمِه الذي إذا سُئِلَ به أَعْطَى وإذا دُعِي به أجاب ).

المنَّان : قال الله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) آل عمران 164. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [إبراهيم: 11] . الدَّليلُ من السُّنَّةِ: 1- حديثُ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بديعُ السَّمَواتِ والأرضِ ... )) . المنان اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى المباركة، ومعناه المعطي ابتداءً. وللهِ المِنَّةُ على عبادِه، ولا يجوز أن يمن العبد على العبد، وهو الله العلي العظيمُ الوهاب الرزاق الذي خلق فسوى وأعطى الحياةَ والعَقلَ وأتمها بالعبادة والأعمال الصالحة والأجر والثواب. والله أعلم

المُغْني : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر 15. وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) التوبة 28. وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) الضحى 8. المُغْني اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وجاء في حديثُ لأَبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( بَيْنَا أيُّوبُ عليه السَّلَامُ يَغتسِلُ عُريانًا ... فناداه ربُّه عزَّ وجلَّ : يا أيُّوبُ، ألمْ أكُنْ أَغنَيتُك عمَّا تَرَى ؟ قال : بَلَى وعِزَّتِكَ ...). وفي حديث آخر لأبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( ... ومَن يَستعفِفْ يُعفَّهُ اللهُ، ومَن يَستَغْنِ يُغْنِه اللهُ ... ). وفي حديث أَبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( قال اللهُ تَعالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ...). المُغْني وهو الغَنِيُّ والمستغني عن الخَلْقِ بقُدرتِه وعِزِّ دينه الإسلام، والخَلقُ فُقَراءُ إليه وإلى إحسانه، كما قال الله سبحا

الصَّادقُ : قال الله سبحانه وتعالَى : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) آل عمران 95. وقال الله تبارك وتعالى : ( قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) الأحزاب 22. وقال الله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ) الفتح 27. وقال الله عزّ وجلّ : ( وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) الأنعام 146. الصادق اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، ففي قوله عزّ وجلّ: وإنا لصَّادقون، أي تيقنوا في هذا الخَبَر عن هؤلاءِ اليهودِ عمَّا حَرَّمنا عليهم من الشُّحومِ ولحومِ الأنعامِ والطَّيرِ التي ذكَرْنا أنَّا حَرَّمْنا عليهم، وفي غيرِ ذلك من الأخبارِ والقصص، قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) النساء 87، وقال الله سبحانه وتعالى ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) النساء 122. ونجد في بعض قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( صَدَقَ اللهُ وَعْدَه، ونصَرَ عَبدَه، وهزَمَ الأحزابَ

الشَّافِي : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) الشعراء 80. وفي حَدِيثُ لعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأنتَ الشَّافي، لا شِفاءَ إِلَّا شفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا ). وفي حَدِيثُ آخر لعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها في سِحْرِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مرفوعًا أنه قال : ( أمَّا أنا فقدْ شَفانِي اللهُ، وخَشِيتُ أنَّ يُثيرَ ذلك على النَّاسِ شَرًّا ). الشافي اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، ويجوزُ أن يقالَ في الدُّعاءِ: يا شافي، يا كافي، لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَشْفي الصُّدورَ مِن الشُّبَهِ والشُّكوكِ، ومِنَ الحَسَدِ والغُلولِ، والأبدانَ مِنَ الأمراضِ والآفاتِ، ولا يَقدِرُ على ذلك إلا الله وحده لا شريك له، ولا يُدعَى بهذا الاسمِ سِواه، ومعنى الشِّفاءِ أي رَفعُ ما يؤذي أو يُؤلِمُ عن البَدَنِ. والله أعلم

السيد : يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه السَّيِّدُ، وهو اسمٌ ثابتٌ له بِالسُّنَّة الصَّحِيحَةِ، وهو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، جاء في حديثُ لعبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: انطلقتُ في وفدِ بني عامرٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلنا : أنتَ سيِّدُنا. فقال : ( السَّيِّدُ اللهُ تبارك وتعالى ... فقال: « قُولُوا بقَوْلِكم، أو بَعْضِ قَوْلِكم، ولا يَسْتَجْرِينَّكُمُ الشَّيطانُ). أمَّا وصْفُ الربِّ تعالى بأنَّه السَّيِّدُ فذلك وصفٌ لربِّه على الإطلاقِ، فإنَّ سَيَّدَ الخلقِ هو مالكُ أمْرِهم الذي إليه يَرجِعون، وبأمْره يَعملون، فإذا كانتِ الملائكةُ والإنسُ والجنُّ خلقًا له سُبحانَه وتعالى، فهو الله الملك وليس لهم غِنًى عنه طَرْفَةَ عينٍ، وكلُّ رغباتِهم إليه، وكُلُّ حوائجِهم إليه. والله أعلم

السبوح : وهو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، ففي حديثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت : كان رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ : (( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الملائِكَةِ والرُّوحِ )). السُّبُّوحُ القُدُّوسُ، السُّبُّوحُ: الذي تنَزَّه عن كُلِّ سوءٍ، والقُدُّوسُ: المبارَكُ والطَّاهِرُ. وجاء في تفسير أحد العلماء أن السبوح هو المُسَبَحُ وهو الله عزّ وجلّ، قال الله تبارك وتعالى : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الإسراء 44. وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) الرعد 13.

الرافع : والرافع اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو الذى يرفع اوليائه بالنصر، ويرفع الصالحين بالدرجات، ويرفع الحق، ويرفع منزلة المؤمنين بالإسعاد. ويرفع الأعمال الصالحة، والرفع في لغتنا العربية يقال تارة على الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها. كقول الله سبحانه وتعالى : ) الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ). وتارة يطلق الرفع على البناء إذا أطلته فنجد في قول الله عزّ وجلّ : ( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ). وتارة في الذكر كقوله تعالى ) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (. وتارة يطلق الرفع على المنزلة اذا شرفتها، قال الله سبحانه وتعالى : ) ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ). والله أعلى وأعلم

الخافض :قال النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ. في العربية نجد أن الخفض هو ضد الرفع، فالله الخافض هو الذي يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع ( يخفض ) به آخرين ويخفض الباطل ويدحضه، وهو المذل لمن غضب عليه والعياذ بالله من غضب الله، ومنزل الدرجات لمن استحق ذلك. وعلى المؤمن أن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه والمؤمنين كما أوجب ذلك القرآن الكريم.

الرشيد : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ) الأنبياء 51. قال الله سبحانه وتعالى : ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) الكهف 10. قال الله تبارك وتعالى : ( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ) الكهف 17. والرشد هو الصلاح والاستقامة، وهو خلاف الغي والضلالة، والرشيد أنه هو الله الذي بيده الرشد، ويصير بذلك يقينا إلى أنه حكيم ليس في أفعاله عبث ولا باطل، وإرشاد الله عزّ وجلّ للعباد بالهداية، وتتضح بركة اسم الله الرشيد في المؤمنين وما بينهم كآية، وهو الذى يرشد الخلق ويهديهم إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم في الدنيا والآخرة، ولا سنة ولا نوم ولا غفلة في تدبيره وتقديره. والله أعلم

الرفيق : وهو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، فقد جاء في حديثُ لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه ... ). وفي حديثُ آخر لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللَّهمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فرفَقَ بهم، فارفُقْ به ). وذلك أنَّ الرِّفقَ هو الإحسانُ والإنعامُ، وهو من إحسان الله وإنعامه سبحانه وتعالى على عباده وهو اللَّطيف كما ذكر في القُرآنِ الكريم، والرِّفقُ واللُّطفُ : المبالَغةُ في البِرِّ على أحسَنِ وُجوهِه، وكذلك في كُلِّ شَيءٍ. والله أعلم

الضار : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ) الأنعام 17. و قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) الزمر 38. الضار اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وكما جاء في الآية الكريمة ( وإن يمسسك الله بضر ) تعني والله أعلم أنه من الواجب خوف الله سبحانه وتعالى لأنه القادر على أن يضر، ولكن من جهة أخرى فيها الاطمئنان لأنه لا يوجد ضرر بحول الله، وكما جاء في القرآن الكريم (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) في سورة النساء، وهنا الناس هي التي تضر نفسها بنفسها. والله أعلى وأعلم والله سبحانه وتعالى هو النافع الذى يصدر منه كل الخير والنفع في الدين والدنيا والآخرة ان شاء الله تعالى.

الفاطر : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) الإسراء 51. وقال الله تبارك وتعالى : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) الروم 30. وقال الله سبحانه وتعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) فاطر 1. وقال الله عزّ وجلّ : ( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ) الزخرف 27. في حديثُ لعائشة رضي الله عنها مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهمَّ ربَّ جِبرائيلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ ... ) وفي حديثُ لعليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( ... وجَّهْتُ وجْهِيَ للذي فطَرَ السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا ... ). الفاطر اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله الخالق الذي فَطَرَ الخَلْقَ، وهو فاطِرُ السَّمواتِ والأرضِ، وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ. وكما هو جلي أن الله عزّ وجلّ هو من خلق العباد على فطرة التوحيد، ويليه معنى فطر الخلق أو الشيء أنه ابتداء الخلق وايجاده على هيئة وأمر مناسب له. والله أعلم

المانع : قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الكوثر 1. وقال الله سبحانه وتعالى : ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) طه 50. وفي حديثُ لمعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يُرِدِ اللهُ بِه خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ، ويُعطِي اللهُ ). وفي حديثُ آخر رواه المُغِيرة بنِ شُعْبةَ رَضِيَ اللهُ عنه مَرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ... اللَّهُمَّ لا مانعَ لِمَا أعطيتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ... ). المانع اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله المانع سبحانه وتعالى الذي لا وجود للنعم إلا به تبارك وتعالى، والذي من دونه تمنع بعض نِعَمِه عن بعض الناس، وكما قال النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ... ولا مُعْطيَ لِمَا منعْتَ ... ) وهذا فيه تسليم ورضا ان شاء الله تعالى. وهو الله تبارك وتعالى العدل في جميعِ ما أعطى أو ما منع. وفي معنى جميل جدا أنَّه الله تبارَكَ وتَعالَى يمنعُ أهلَ دِينِه الإسلام، أي: يَحُوطُهم ويَنصُرُهم ويمنعهم البأس والشر والإثم والبغي والجو

المقسط : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء 74. وقال الله تبارك وتعالى : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الأحزاب 5. المقسط اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، والمقسط هو الله عزّ وجلّ العادل الذي لا يظلم عنده مثقال ذرة، والعادل في حكمه سبحانه وتعالى. ونجد أن الذي يكيل بالقسط، ثُمَّ يُقَدِّمُهَا لِلآخَرِيْنَ بِالوَزْنِ الصَحِيْحِ وَ الثمن المناسب هُوَ (العبد الذي عدل) ويُحِبُّهُ اللّهُ، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا

النافع : قال الله سبحانه وتعالى : ( يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ۚ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) الحج 13. قال الله سبحانه وتعالى : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ) الأنعام 17. و قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) الزمر 38. النافع اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، والله سبحانه وتعالى هو النافع الذى يصدر منه كل الخير والنفع في الدين والدنيا والآخرة بحول الله وقدرته. فهو الله الخالق الرحمان الرحيم الكريم سبحانه وتعالى، فهو وحده لا شريك له المعطي النعم، أولها هي ارساله الرسل والأنبياء لهداية الناس بفضله، ويعطي الطيبات من الرزق، والخير، والبركة، وما ينفع في الحياة الدنيا، وما ينفع في الآخرة. هذا والله أعلم والله تبارك وتعالى قادر على منع الأشياء نفعها أو ضرها، فهو الذي يمنع إحراق النار، كما جاء في ال

الوِتر : قال الله سبحانه وتعالى : (قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ ١ ٱللهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤) سورة الإخلاص. الوِتر اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، والدَّليلُ من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونجد في حديثُ لأَبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( للهِ تِسعةٌ وتِسعونَ اسمًا، مَن حَفِظَها دخَلَ الجَنَّةَ، وإنَّ اللهَ وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ ). وفي حديث آخر لعليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللهَ وِتْرٌ يحبُّ الوترَ، فأَوْتِروا يا أهلَ القُرآنِ ). الوِتْرُ يعني الفَردُ الصمد، وهو الله الواحدُ الذي لا شَريكَ له، ولا نظيرَ له، الذي ليس كمثله شيء وهو المتفرد عن خلْقِه، فهو الله سُبحانَه وتعالى وِتْرٌ، وجميعُ خلْقِه خُلقوا أزواجًا، قال الله تبارك وتعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) الجن 3. لأنَّه الله الذي لم "يكُنْ" قديمٌ سِواه، ولا ينبغِ لشَيءٍ مِن الموجوداتِ أن يُضَمَّ إليه فيُعَدَّ معه، لكِنَّه واحِدٌ فَرْدٌ وِتْرٌ

مالك الملك : قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ) آل عمران 26. وقال الله تبارك وتعالى : ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) القمر 55. وقال الله عَزَّ وجَلَّ : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) الحشر 23. مالك الملك اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، ففي حديثُ لأبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( يَقبِضُ اللهُ تبارَك وتعالى الأرضَ يومَ القِيامَةِ، ويَطوي السَّماءَ بيمينِه، ثم يَقولُ : أنا الملكُ، أينَ ملوكُ الأرضِ ). وفي حديث لعوفِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ... سُبحانَ ذي الجَبروتِ والملكوتِ والكِبرياءِ والعظمةِ ). والله جلّ في علاه هو ملك يوم الدين كما جاء في سورة الفاتحة، ويومُ الدِّينِ هو يومُ الجزاءِ والحِسابِ، وسمى اللهُ نفْسَه عزّ وجلّ بأنَّه المَلِكُ يومَ لا مَلِكَ سِواه. والله أعلم وقال الله عَزَّ وجَلَّ: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ، وقال : عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ، ولذلك ممَّا يفهم أنه لا يُتوهَّمُ أن يكونَ أحدٌ أحَقَّ

الرؤوف : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) النور 20. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر 10. الرؤوف اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو رؤوف بعبادِه، لأنَّه لم يحَمِّلْهم ما لا يُطيقونَ بدَرَجاتٍ كثيرةٍ، ومع ذلك غَلَّظ فَرائِضَه في حالِ شِدَّةِ القُوَّةِ، وخَفَّفَها في حالِ الضَّعفِ ونُقصانِ القُوَّةِ، وأخَذَ المقيمَ بما لم يأخُذْ به المسافِرَ، والصَّحيحَ بما لم يأخُذْ به المريضَ، وهذا كُلُّه رأفةٌ ورحمةٌ.  وذكر اسم الله جلّ وعلا الرؤوف مع اسمه الرحيم (رؤوف رحيم) في تسع مواضع بآيات من القرآن الكريم، وهو الله الذي سخر لمخلوقاته ما خلق لها وقدر، وهو الله الذي أمر بالعمل الصالح، واختار لعباده الصالحين الحلال من الرزق لذا فهو الرؤوف الرحيم. والله أعلم

الجامع : وهو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وقد ورد اسم الله الجامع في الكتاب والسنة، قال الله سبحانه وتعالى : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران 9. وقال الله تبارك وتعالى : ( اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ) النساء 87. وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً ) الكهف 99. وذلك أنه جمع المسلمين على دين واحد وقبلة واحدة، يصلون ويصومون ويحجون وغيرها من الشعائر في زمن واحد، وتلك نعمة عظيمة يجب أن تشكر، وهو من يجمعهم يوم القيامة في دار كرامته ومستقر رحمته ان شاء الله تعالى، وهو الله عزّ وجلّ الذي يجمع الأولين والأخرين وسبحان الله العلي العظيم.

النور : صِفةٌ لله عزَّ وجلَّ، ثابتةٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، وقدْ عدَّ بعضُهم (النُّور) مِن أسماءِ الله الحسنى، قال الله سبحانه وتعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) النور 35. وفي حديثُ لعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهمَّ لك الحمدُ، أنتَ نورُ السَّمَواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ ...). من أسماء الله تبارك وتعالى وأوصافه النور الذي هو وصفه العظيم، فإنه ذو الجلال والإكرام، وذو البهاء والسبحات الذي لو كشف الحجاب عن وجهه الكريم لأحرقت سبحاته ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرس

التواب : قال الله سبحانه وتعالى : ( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة 37. التواب اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ثابت بالقرآن الكريم ولحديث النبوي. وباب التوبة مفتوح لِمن تاب وأناب ورجع إلى الله عزّ وجلّ، وفيها توفيقُه أوَّلًا، ثمَّ قبوله للتَّوبةِ إذا اجتَمَعَت شُروطُها. اذ قال الله تبارك وتعالى : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) النساء 27. وقال الله عَزَّ وجَلَّ : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) الشورى 25. وفي حديثُ لأبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( مَن تاب قبْلَ أن تطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغربِها، تابَ اللهُ عليه ).

البر : قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) الطور 28. البر وهو اسم من أسماء الله الحسنى، الثابت بالقرآن الكريم ولحديث النبوي. البر وهو الله تبارك وتعالى الذي خيره نازل على العباد والبلاد والمحسن إليهم في كل أمر، وفي حديثُ لأنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِن عبادِ اللهِ تعالى مَن لو أقسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّهُ ). وهو الله جلّ وعلا الرَّحيمُ اللَّطيفُ الكريمُ والرَّفيقُ بعبادِه المؤمنين، يريدُ بهم اليُسرَ ولا يُريدُ بهم العُسر كما جاء في القرآن الكريم، ويعفو عن كثيرٍ مِن سَيِّئاتِهم، ويَجْزيهم بالحَسَنةِ عَشْرَ أمثالِها، وبالسَّيِّئةِ إلَّا مِثْلَها، ويَكتُبُ لهم الهَمَّ بالحَسَنةِ. يدل تسمية الله سبحانه وتعالى نفسه بالبَرّ على اتساع إحسانه إلى خلقة وكثرته حتى لا يمكن أبداً معرفة حد لإحسانه تبارك وتعالى على خلقة كلهم فهو ربنا المحسن العظيم والرب الكريم واسع الفضل والعلم والحكمة. والله أعلم

البديع : قال الله سبحانه وتعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) البقرة 117. وقال الله تبارك وتعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الأنعام101. البديع اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله عزّ وجلّ الخالق البارئ الواجد، الذي خلق فصور فأبدع، وسبحان الله العلي العظيم في خلقه الجميل المتكامل، المزين بفضله ومنه وكرمه وجوده. بديعُ السَّمواتِ والأرضِ: أي مُبدِعُ السَّمَواتِ والأرضِ، وخالقُهما، ومُنشِئُهما، ومُحدِثُها على غير مِثَالٍ سَبَقَ. والله أعلم وفي حديثُ لأنسِ بنِ مالكٍ رضِي اللهُ عنه قال: سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا يَقولُ : ( اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ بأنَّ لكَ الحمدَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لك، المَنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ذُو الجَلالِ والإكرامِ )، فقال : ( لقد سأَلَ اللهَ باسمِه الأعظمِ، الَّذي إذا سُئِلَ به أَعطَى، وإذا دُعِيَ به أجابَ ).

المقدم : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ) المنافقون11. وقال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) إبراهيم 41. وفي حديثُ لعبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما مرفوعًا:عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( أنت المُقدِّمُ، وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ). وفي حديثُ لأبي هُريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعذَرَ اللهُ إلى امرِئٍ أخَّرَ أجَلَه حتَّى بلَغَ سِتِّينَ سنةً ). المقدم اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، هو المُنزِلُ الأشياءَ مَنازِلَها، يُقَدِّمُ ما يشاءُ منها، قَدَّم المقاديرَ قبل أن يخلُقَ الخَلْقَ، وقَدَّم مراتب أوليائِه، ورَفَع الخَلْقَ بَعْضَهم فوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ كما جاء في القرآن الكريم، وقَدَّم من شاء بالتوفيقِ إلى مقاماتِ السَّابِقينَ، فلا مُؤَخِّرَ لِما قَدَّم سبحانه وتعالى. والله أعلم

الهادي : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) الأعراف 43. وقال الله تبارك وتعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) القصص 56. وقال الله سبحانه وتعالى : ( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) الفرقان 31. وفي الحديثُ القُدسيُّ المشهورُ، في حديثُ لأبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (... يا عِبادِي، كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَديتُه، فاستَهْدُوني أَهْدِكُم ). الهادي اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله الذي هدى خَلْقَه إلى مَعرِفتِه ورُبوبيَّتِه، وهو الذي هدى عِبادَه إلى صراطِه المستقيمِ، كما قال الله سبحانه وتعالى : ( يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ). الله تبارك وتعالى الهادي الذي يَهدي ويُرشِدُ عبادَه إلى جميعِ المنافعِ وإلى دَفْعِ المضارِّ، ويُعَلِّمُهُم ما لا يَعلمون، ويوفقهم ويسددهم، ويُلهمهم التَّقْوى، ويَجعل قلوبَهم مُنيبةً إليه، مُنقادةً لأمْرِه. والله أعلم

الوارث : قال الله سبحانه وتَعالَى: ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ) مريم 40. وقال الله تبارك وتعالى: ( وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ) الحجر 23. الوارِثُ اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، فاللهُ عَزَّ وجَلَّ هو الوارِثُ الحق، كما قال عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) مريم 40. الوارث وهو الله تبارك وتعالى الباقي الدائم، والخلق جميعا هم الفانون، ومما ظهر من القرآن الكريم أنه يوم القيامة يقول الله الملك جلّ وعلا : ( لمن الملك اليوم ) فيجيب الله سبحانه وتعالى نفسه بنفسه ويقول : ( لله الواحد القهار ). من سورة غافر قال الله تبارك وتعالى : ( يوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) الآية 16 سورة غافر. والله أعلم

المتعالي : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة 255. وقال الله سبحانه وتعالى : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) الأعلى 1. وقال الله سبحانه وتعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ) الرعد 9. وقال الله تبارك وتعالى : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ) النحل 50. وقال الله سبحانه وتعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف 54. المتعالي اسم من أسماء الله الحسنى، وثابت من القرآن الكريم والسنة النبوية. وهو الله عزّ وجلّ ذو عُلُوٍّ وارتفاعٍ على كُلِّ شَيءٍ، والأشياءُ كُلُّها دونَه سبحانه وتعالى، لأنَّهم في ملكه، جاريةٌ عليهم قُدرتُه، ماض فيهم حكمه عدل فيهم قضائه. وهو العَلِيُّ الرَّفيعُ فوقَ خَلْقِه. وفي حديث لأبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كُلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخرِ، يَقولُ: من يَدعوني فأَستجيبَ له؟ من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَه؟ من يَستغفِرُني فأَغْفِرَ لهُ؟ ). كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض من

المؤمن: الإيمان هو التصديق ، والله سبحانه وتعالى أمر بالإيمان غيبا، علما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن هناك ستة أركان الإيمان وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والله المؤمن الذى وحد نفسه بقوله ) شهد الله أنه لا اله إلا هو ( ، وهو الذى يزيد المؤمنين إيمانا. أما حظ العباد من أسم الله المؤمن، وهو أن يدعوه به ويثني به عليه، ويزيد العبد من الأعمال الصالحة والعبادات حتى يزيده الله تبارك وتعالى من فضله، فسبحان الله القائل ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ). والله أعلم إن اسم ( المؤمن ( قد جاء منسوبا الى الله تبارك وتعالى في القرآن مرة واحدة في سورة الحشر في قوله سبحانه وتعالى ) هو الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ( سورة الحشر.

المؤخر : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ) المنافقون11. و قال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) إبراهيم 41. وفي حديثُ لعبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما مرفوعًا:عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( أنت المُقدِّمُ، وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ). وفي حديثُ لأبي هُريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعذَرَ اللهُ إلى امرِئٍ أخَّرَ أجَلَه حتَّى بلَغَ سِتِّينَ سنةً ). المؤخر اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو المُنزِلُ الأشياءَ مَنازِلَها، يُقَدِّمُ ما يشاءُ منها ويؤخر ما يشاء سبحانه وتعالى، قَدَّم المقاديرَ قبل أن يخلُقَ الخَلْقَ، ولا مقدم لما أخر بحكمته، ومن أركان الإيمان يتوجب الإيمان باليوم الآخر. والله أعلم

القدوس قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ الآية 23 من سورة الحشر. فإن اسم الله « القدوس » مأخوذ من قدّس بمعنى: (نزّهه وأبعده). والله سبحانه وتعالى هو الْمُقَدَّسُ الْمُعَظَّمُ عن أي سوء مع الإجلال، والتعظيم. فهو الله سبحانه وتعالى منزه عن كل ما ينافي كماله. وفى القرآن الكريم ترد الملائكة في احدى الآيات وهم يخاطبون الله سبحانه وتعالى: ) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الآية 30 من سورة البقرة. القدوس وهو الله سبحانه وتعالى فهو ليس كمثله شيء كما جاء في القرآن الكريم، قال الله سبحانه وتعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ

الغني : قال الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر 15. الغني اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو ثابت من القرآن الكريم والسنة النبوية. وفي حديثُ لأبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( ومَن يَستعفِفْ يُعفَّهُ اللهُ، ومَن يَستَغْنِ يُغْنِه اللهُ ). وفي حديثُ لأَبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال اللهُ سبحانه وتَعالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ). فالناس هم المحتاجون وفقراء إلى الله الغني، المستغني بما عنده، وهو الله عزّ وجلّ الذي يكفي عبده همه، فحظ العبد المؤمن من اسم الله الغني وهو أن يدعوا الله به، ويثني به عليه، خاصة اذا وافق ما يمر به المؤمن معناه المبارك الذي لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له. والله أعلى وأعلم كما جاء في قَولِ الله سبحانه وتعالى في الحديثِ القُدسيِّ ( يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألَتَه؛ ما نَقَص ذلك مما عن

العفو : قال الله سبحانه وتَعالَى: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) النساء 43. وقال الله تبارك وتعالى: ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُم ) التوبة 43. العفو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ سورة النساء 149. وجاء في بعض دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ، تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي ). وعن أبي بكر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم بكى، فقال: ( سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية ). العفو هو الله جلّ وعلا، ولا يزال بالعفو معروفًا، وبالغفران والصفح عن عباده، كل أحدٍ مضطرٌ إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطرٌ إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ سورة طه 82.

الظاهر : قال الله سبحانه وتعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) الحديد 3 الظاهر اسم من أسماء الله الحسنى الثَّابتِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ. وهو فوقَ كُلِّ شيءٍ، فلا شَيءَ أعلى منه، والدَّليلُ من السُّنَّةِ في حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه : ( ... اللهمَّ أنتَ الأوَّلُ، فليس قبلَك شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بَعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ، فليس فوقَكَ شيءٌ … ). الظاهر وهو الله تبارك وتعالى الظاهر بتجلي الآيات التي في مقدور العبد الـتأمل بها، والدلائل التي توصل إلى اليقين بحول الله عزّ وجلّ، فيستيقن العبد بوحدانية الإله وثبوت ربوبيته فيهتدي إليه، وهو الظاهر بنعمه وبقدرته على كل شيء. ومن دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شيء، فالق الحب و النوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، أقض عنا الدين وأغننا من الفقر.

الصبور : قال الله سبحانه وتعالى : ( وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ) الكهف 58. وقال الله تبارك وتعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) فاطر 45. وفي حديثُ لأبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( ما أَحدٌ أصبَرَ على أذًى سَمِعَه من اللهِ، يَدَّعون له الولدَ، ثم يُعافيهم ويَرزُقُهم ). الصبور اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، ومعناه الذي لا يعجل بعجلة أحد، ولا يُعاجِلُ العُصاةَ بالعُقوبةِ، وفيه معنى جميل مِن اسم الله الحليمِ، والحليمُ أبلَغُ في السَّلامةِ مِنَ العُقوبةِ. الصَّبرِ في عربيتنا هو منْعُ النَّفْسِ عن الانتقامِ أو غيرِه، وهو حبس النفس عن الجزع، ويسمى رمضان شهر الصبر لأن فيه حبس النفس عن الشهوات، فالصَّبْرُ نتيجةُ الامتِناعِ. اذ قال الله سبحانه وتعالى : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚوَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) النحل 127. والله أعلى وأعلم

الباقي : معرفة العباد لأسماء الله الحسن يعين على تدبر القرآن، ومهم الالمام بمفهوم اسم الله الباقي ومعناه ودلالته ففيه من الآثار الإيمانية النافعة بحول الله سبحانه وتعالى. الله هو الباقي -سبحانه وتعالى- وغيره إلى الفناء، فلا يتعلق العبد بشيء من حطام الدنيا، بل يتعلق بما عند الله وما عند الله خير وأبقى كما جاء في القرآن الكريم، ولذلك ينادي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة : ( لمن الملك اليوم * فيقول : ( لله الواحد القهار ))، وهذا النداء ما يجلي للعباد معنى الآية فلا إله إلا الله وحده لا شريك له. وقد جاء في سورة سورة طه ( والله خير وأبقى )، وفى سورة الرحمان ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال  والإكرام ). وحظ العبد المؤمن من اسم الله الباقي – سبحانه وتعالى، أن يدعوا الله تبارك وتعالى به، ويثني به عليه خاصة اذا وافق هذا الاسم الطيب مواضع توجب الدعاء به. والله أعلم

الباطن : قال الله سبحانه وتعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) الحديد 3 الباطن اسم من أسماء الله الحسنى الثَّابتِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ. وهو الله جلّ وعلا ليس دونه شيء، والدَّليلُ من السُّنَّةِ في حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه : ( ... وأنت الباطن فليس دونك شيء، أقض عنا الدين وأغننا من الفقر … ). الله الباطن فلا شيء أقرب إلى العبد منه تبارك وتعالى، ففي قوله سبحانه وتعالى : ﴿ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾ سورة ق 16، يعني القرب بعلمه وقدرته والله أعلم، وهو العالم ببواطن الأمور وظواهرها وسرائر العباد بل وأخفى، وهو المحتجب عن أبصار الخلق، الذي لا يراه أحد في الدنيا، والدليل في قول الله تبارك وتعالى : ﴿ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ﴾ سورة الأنعام 103.

الآخر : قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ سورة الحديد ٣. الآخر هو اسم من أسماء الله الحسنى وهو ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّة. ويعني أنه الذي لا شيء بعده، وأنه الذي لا انتهاء له، والذي يرجع إليه الأمر كله، وورد عند ابن حبان والبخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ). الآخر هو الله عزّ وجلّ وهو الباقي بعد فناء الخلق كما قال الله سبحانه وتعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) القصص 88.

الولي : قال الله سبحانه وتعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) البقرة 257. وقال الله تبارك وتعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمد 11. الولي اسم من أسماء الله الحسنى وهو الناصر لعباده المؤمنين ونصيرُهم وظهيرُهم، يتولَّاهم بعونِه وتوفيقِه وحفظه، وقال الله عزّ وجلّ : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة 257. وهو الله سبحانه وتعالى ولِيُّهم بأن يتولَّى إرشادَهم، وهو يتولَّى يومَ الحِسابِ ثوابَهم وجزاءَهم، ألا وهو نعم المولى ونعم النصير. اذ قال الله تبارك وتعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الحج 78 الله الولي المتولي أمر عباده المؤمنين بالحفظ والتدبير، ينصر أولياءه، ويقهر أعدائه، والواجب أن يتخذه المؤمن وليا في

الوكيل : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران 173. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) الأنعام 102. الوكيل من أسماء الله الحسنى، فهو الكافي لكل من توكل عليه وفوض الأمر إليه، وهو الحي القيوم الذي تقوم به السماوات والأرض والناس وهو القائم بشؤون عباده، فمن توكل عليه تولاه وكفاه، ومن استغنى به أغناه وأرضاه. والدين أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته، وأن يكون متوكلا على الله واثقا به، فيزيده من كرمه جلّ في علاه ويهديه صراطا مستقيما، يكفيه ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة، وينصره نصرا عزيزا، بل ويرزقه من حيث لا يحتسب. وكما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( لو تَوَكَّلونَ على اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِه لرَزَقَكم كما يَرزُقُ الطَّيْرَ تَغْدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا ).

الودود : قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ سورة هود ٩٠ وقال تبارك وتعالى : ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾ سورة البروج ١٤ اسم من أسماء الله الحسنى، سبحانه وتعالى، والعبدُ شكورٌ للهِ، أي يَشكُرُ نِعمتَه ويحمده عليها، واللهُ عزَّ وجلَّ شَكورٌ للعبدِ، أي يَشكُر له عَمَلَه ويزكيه والقرآن الكريم فيه تحريض على كل ما هو طيب وزكي بإذن الله تبارك وتعالى، ويُجازي الله الودود العبد المؤمن على عمله خير الجزاء ، والعبدُ توَّابٌ ومنيب من ذنبه إلى اللهِ عزّ وجلّ، واللهُ تَوَّابٌ عليه ويقبلُ توبتَه ويعفو عنه بإذنه. الله الودود الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء وقبل أي شيء، قد امتلأت قلوبهم محبتا له، وطابت خواطرهم وقلوبهم بذكر ألسنتهم له والثناء عليه، وصارت أفئدتهم إليه ودًا وإخلاصًا وإنابةً من جميع الوجوه بإذنه سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. فلا إله إلا الله.

الواحد : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) النساء 171. وقال الله تبارك وتعالى : ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) غافر 16. الواجب توحيد الله سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، و"الواحد" و"الأحد" من أسماء الله عزّ وجلّ، وهو الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، ولا شبيه له. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والله جلّ وعلا هو الفرد الصمد والوتر، ولذلك أمر الناس بعبادته وحده لا شريك له بحوله وقوته، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) من الآية 36 سورة النساء.

المميت : وهو اسم من أسماء الله الحسنى، يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه المُحيِي والمُميتُ، وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ. والدَّليلُ مِن القرآن الكريم. قال الله سبحانه وتعالى : ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة 28. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) الحج 66. وقال الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ ) فصلت 39. المُحْيي هو اللهُ جلّ وعلا الذي أحيا الخَلْقَ بأن خَلَق فيهم الحياةَ وأحيا الأمواتَ وأحيا كل شيء ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) الأنبياء 30. وأنبت النبات، وهو المحيي المميت الذي خلق الموت والحياة، قال اللهُ عزَّ وجلّ : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك 2 وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم اذا أوى الى فراشه يقول ) اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ( وإذا أصبح قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ). والله أعلم

المعيد : قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ۞ أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا ۞ ) الإسراء 50-51. سؤالهم كان من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديدا أو خلقا آخر شديدا ( قل الذي فطركم أول مرة ) أي الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا مذكورا ثم صرتم بشرا تنتشرون بإذنه سبحانه وتعالى فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال وهنا الموت في أغلب الأحوال. فهو الله المعيد سبحانه وتعالى وهو اسم من أسماء الله الحسنى. والله أعلم

المحصي : قال الله سبحانه وتعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس 12، وقال الله تبارك وتعالى : ( وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) الجن 28، وقال الله عزّ وجلّ : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ) النبأ 29. هو اسم من أسماء الله الحسنى، هو الذي أحْصَى كل شيء بعِلْمه وأحاط به فلا يَفُوتُه دقِيق منها ولا جَليل. والإِحْصاء : العَدُّ والحفْظ ومنه الحديث [ إنَّ للّه تسعة وتسعين اسْماً من أحْصاها دخل الجنَّة ] أي من أحصاها عِلْماً بها وإيماناً. وقيل : أحْصاها : أي حَفِظَها بقَلْبه. وقيل : أراد مَن اسْتَخْرجها من كتاب اللّه سبحانه وتعالى وأحاديث رسوله الكريم لأنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم لمْ يَعدَّها لهم إلاّ ما جاء في روايةٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه وتَكَلَّموا فيها. وقيل : أراد مَن أطاق العَمَل بمقتضاها. وقيل : أراد من خطَر بِبالِه عند ذِكْرها معناها وتَفكَّر في مَدْلولها مُعَظِّماً لِمُسَمَّاها ومُقَدِّساً مُعْتَبِراً بمَعانِيها ومُتَدَبِّراً راغِباً فيها وراهِباً. قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُ

المجيد : قال الله سبحانه وتعالى : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ) هود 73 المجيد اسم من أسماء الله الحسنى وهو الحميد في جميع أفعاله وأقواله ، ممجد في صفاته وذاته ولهذا ثبت في الصحيحين خطابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا : قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك يا رسول الله ؟ قال : قولوا : ( اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد ). فأصل المجد هو الرفعة ان كان مقاربا لمعنى المجيد، فالله العلي العظيم كثير الإحسان إلى عباده، بما يفيضه عليهم من الخيرات. فالعمل الصالح واجب على كل مسلم ومسلمة لنيل رضا الله سبحانه وتعالى وبركاته. والله أعلم