ذو الجلال والاكرام : قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ الرحمان ٧٧، ٧٨. ذو الجلال والإكرام إسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله تبارك وتعالى الواجب أنْ يُجَلَّ ويعظم - فهو ذو العَظَمةِ والكِبرياءِ، لاتِّصافِه بما يُوجبُ ذلك، والإجلالُ يتضمَّنُ التَّعظيمَ، والقول والفعل يتضمَّنُ الحمدَ والشكر من طرف العباد، "الجلال" لا يُقالُ إلَّا فيما يعظُمُ مِن الأحوالِ والأمورِ وهذا ليس إلا لله العلي العظيم. وفي حديث لأنس بن مالك عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلًا يدعو ( اللهم إني أسألُك بأن لك الحمدَ لا إله إلا أنت الحنانُ بديعَ السماواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرامِ أن تغفرَ لي ) قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنه دعا اللهَ باسمِه الذي إذا سُئِلَ به أَعْطَى وإذا دُعِي به أجاب ).
الرفيق : وهو اسم من أسماء الله الحسنى المباركة، فقد جاء في حديثُ لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه ... ). وفي حديثُ آخر لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللَّهمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فرفَقَ بهم، فارفُقْ به ). وذلك أنَّ الرِّفقَ هو الإحسانُ والإنعامُ، وهو من إحسان الله وإنعامه سبحانه وتعالى على عباده وهو اللَّطيف كما ذكر في القُرآنِ الكريم، والرِّفقُ واللُّطفُ : المبالَغةُ في البِرِّ على أحسَنِ وُجوهِه، وكذلك في كُلِّ شَيءٍ. والله أعلم
الوكيل : قال الله سبحانه وتَعالَى : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران 173. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) الأنعام 102. الوكيل من أسماء الله الحسنى، فهو الكافي لكل من توكل عليه وفوض الأمر إليه، وهو الحي القيوم الذي تقوم به السماوات والأرض والناس وهو القائم بشؤون عباده، فمن توكل عليه تولاه وكفاه، ومن استغنى به أغناه وأرضاه. والدين أن يكون العبد على الحق في قوله وعمله ونيته، وأن يكون متوكلا على الله واثقا به، فيزيده من كرمه جلّ في علاه ويهديه صراطا مستقيما، يكفيه ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة، وينصره نصرا عزيزا، بل ويرزقه من حيث لا يحتسب. وكما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( لو تَوَكَّلونَ على اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِه لرَزَقَكم كما يَرزُقُ الطَّيْرَ تَغْدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا ).
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على النبي محمد ابن عبد الله القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - سورة الفيل أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تنظر يا محمد بعين قلبك, فترى بها ( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) الذين قَدِموا من اليمن يريدون تخريب الكعبة من الحبشة ورئيسهم أبرهة الحبشيّ الأشرم. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) ( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ) يقول: ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة ( فِي تَضْلِيلٍ ) يعني: في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) وقوله: ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول تعالى ذكره: وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك. وزعم أبو ...
المنَّان : قال الله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) آل عمران 164. وقال الله تبارك وتعالى : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [إبراهيم: 11] . الدَّليلُ من السُّنَّةِ: 1- حديثُ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بديعُ السَّمَواتِ والأرضِ ... )) . المنان اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى المباركة، ومعناه المعطي ابتداءً. وللهِ المِنَّةُ على عبادِه، ولا يجوز أن يمن العبد على العبد، وهو الله العلي العظيمُ الوهاب الرزاق الذي خلق فسوى وأعطى الحياةَ والعَقلَ وأتمها بالعبادة والأعمال الصالحة والأجر والثواب. والله أعلم
تعليقات
إرسال تعليق