بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على النبي محمد ابن عبد الله القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - سورة العلق اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) تفسير سورة اقرأ وهي أول ما نزل من القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو : التعبد - الليالي ذوات العدد ، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزود لمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فقلت : ما أنا بقارئ " . قال : " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) حتى بلغ : ( ما ...
ذو الجلال والاكرام : قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ الرحمان ٧٧، ٧٨. ذو الجلال والإكرام إسم من أسماء الله الحسنى المباركة، وهو الله تبارك وتعالى الواجب أنْ يُجَلَّ ويعظم - فهو ذو العَظَمةِ والكِبرياءِ، لاتِّصافِه بما يُوجبُ ذلك، والإجلالُ يتضمَّنُ التَّعظيمَ، والقول والفعل يتضمَّنُ الحمدَ والشكر من طرف العباد، "الجلال" لا يُقالُ إلَّا فيما يعظُمُ مِن الأحوالِ والأمورِ وهذا ليس إلا لله العلي العظيم. وفي حديث لأنس بن مالك عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلًا يدعو ( اللهم إني أسألُك بأن لك الحمدَ لا إله إلا أنت الحنانُ بديعَ السماواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرامِ أن تغفرَ لي ) قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنه دعا اللهَ باسمِه الذي إذا سُئِلَ به أَعْطَى وإذا دُعِي به أجاب ).